فقال: أما إني لا أطلبه، والله ليقتلنّ محمد وليقتلنّ ابراهيم، فلما خرج من عنده قال لأخيه حسن بن حسن: ما نتهنأ باكرام هذا الرجل لنا مع كثرة ذكره محمدا وابراهيم.
وسمعه أبو العباس يقول: ما رأيت ألف ألف درهم قط مجتمعة.
فدعا له بألف ألف درهم فوصله بها فقال: إنما أعطانا بعض حقنا.
وكان لا يمتنع من إظهار حسده، فأطافه ذات يوم في مدينة يريد بناءها فجعل ينشد:
ألم تر حوشبا أمسى يبنّي … منازل نفعها لبني بقيله
يؤمّل أن يعمّر ألف عام … وأمر الله يطرق كلّ ليله
فتطيّر أبو العباس من إنشاده وقال: أف لك. قلّما يملك الحسود لسانه، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين فإني لم أرد سوءا، فقال: لا أقالني الله إذا، وهجره أياما، واشتد عليه في طلب ابنيه فقال: تغيبا فما أدري أين هما، فقال: أنت غيبتهما، ثم أظهر الرجوع له وبره فدخل عليه ذات يوم وبين يديه مصحف فقال: يا أمير المؤمنين اعطنا ما في هذا المصحف بحق ما فيه، فقال: أعطيك ما أعطاك أبوك حين ولي الأمر.
ثم إنه استأذنه في إتيان المدينة فأذن له في ذلك ووصله ومن معه، وقضى حوائجهم وأقطع عبد الله قطائع، وأقطع أخاه الحسن بن الحسن بن الحسن عين مروان بذي خشب (١)، ولم يمت عبد الله حتى بلغت غلته مائة ألف درهم.
وكان عثمان بن حيان المرّي من قبل الوليد على المدينة فأساء بعبد الله