والحسن، فلما عزل أتياه فعرضا عليه الحوائج فجزاهما خيرا، وقال: الله أعلم حيث يضع رسالاته.
وكان عبد الله بن الحسن إذا كلم عاملا في حاجة فلم يقضها عمل في عزله، وقال لبنيه: إياكم ومعاداة الرجال فإنكم لن تعدموا فيها أمرا من أمرين: مكر حليم أو مباداة جاهل.
وقال عبد الله بن الحسن:
أنس غرائر ما هممن بريبة … كظباء مكّة صيدهنّ حرام
يحسبن من أنس الحديث زوانيا … ويصدّهنّ عن الخنا الإسلام
وولى أبو العباس المدينة داود بن علي بن عبد الله بن العباس عمه، فألفى بها داود دعاة لمحمد فتغيبوا، وتوفي داود بالمدينة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وقام بأمر المدينة موسى بن داود بن علي بعد أبيه، ثم قدم زياد بن عبيد الله الحارثي من قبل أبي العباس على المدينة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فقدمها محمد بن عبد الله من البادية فدعا زياد الناس للبيعة ودعاه معهم فبايع مع الناس، وأراد أن يحضر الناس بيعة محمد وحده، فطلب لذلك فاستخفى، فتكلم الناس فقال قائل: بايع وقال آخر: لم يبايع. وكتب أبو العباس إلى عبد الله بن الحسن: