فخالفهم، فولّوا أمرهم ابن بخدج وانصرفوا إلى البصرة ثم تفرّقوا، وذلك في سنة أربع وستّين، وأصيب في قتال أهل الشام رجاء وناس من أصحابه فبكاهم حجيّة بن أوس فقال:
إذا ذكرت نفسي رجاء وصحبه … أكاد على بعض الأمور ألومها
فلله عينا من رأى مثل عصبة … أقام بضبع ابن الزبير مقيمها
ترى عافيات الطير يحجلن حولهم … يقلّبن أجساما قليلا لحومها
فوا حربا ألا أكون شهدتهم … بمكّة والخيلان تدمى كلومها
وقال أيضا:
ندمت على تركي رجاء وصحبه … وتلك لعمري هفوة لا أقالها (١)
وقال بعض أهل الشام يذكر حصين بن نمير السكوني وكان على أهل الشام بمكة، وقد كتبنا خبره في خبر ابن الزبير:
يا صاحبيّ ارتحلا وامّلسا … لا تحبسا لدى حصين محبسا
إنّ لدى الأركان بأسا أبأسا … وبارقات يختلسن الأنفسا