للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم: نجدة بن عامر، وبنو بخدج: حسّان وعبد الرحمن وأخ لهما ثالث، وحجيّة بن أوس العطاردي من بني تميم، وأبو الأخنس الهزّاني، وأبو مالك، وأبو طالوت سالم بن مطر من بني مازن، ويقال مولاهم، وعطيّة الأسود، فلما خرجوا لحق أوس العطاردي ابنه حجيّة فقال له: إنّ الشوصة (١) عرضت لأمّك بعد خروجك فاتها فانظر إليها ثم عد إلى أصحابك. فلما أتى منزله أخذه فحبسه، فانتظره أصحابه ثلاثا ثم مضوا وعليهم رجاء، ويقال: كان عليهم حسّان بن بخدج؛ فقدموا مكة قبل أن يأتيها أهل الشام فقال الشاعر:

يا بن الزبير أترضى معشرا قتلوا … أباك ظلمّا فما أبقوا ولا تركوا

ضحّوا بعثمان يوم النحر ضاحية … ما أعظم الحرمة العظمى التي انتهكوا (٢)

فقال: نعم لو أعانني الشيطان على أهل الشام لقبلته، ولحق بهم عيسى الخطّي وعمير بن ضبيعة الرقاشي وخرجا من البصرة في ستّة عشر راكبا من الخوارج فكانوا مع ابن الزبير، فبعضهم يقول: بايعوه، وبعضهم يقول: لم يبايعوه، وكانوا معتزلين له، إلا أنّهم يقاتلون أهل الشام إذا قاتلوه؛ فلما انقضى الحصار الأوّل وجاء موت يزيد بن معاوية انصرفت طائفة من الخوارج إلى البصرة، وأقامت طائفة وقالوا: قد انصرف أهل الشام عن مكة، وإنّما قدمنا لهم، فينبغي أن نفتّش ابن الزبير عن قوله في عثمان وعليّ، فان كان لنا موافقا أقمنا معه، وإن كان لنا مخالفا انصرفنا عنه، فأتاه عيسى الخطّي وأبو طالوت وعطيّة ونجدة فسألوه عن رأيه في عثمان وعليّ رضي الله تعالى عنهما


(١) - الشوصة: وجع في البطن، أو ريح تعتقب في الأضلاع، أو ورم في حجابها من داخل، واختلاج العرق. القاموس.
(٢) - انظر الكامل للمبرد ج ٣ ص ١٠٢٩ مع فوارق.