للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قسر، ولم يشهد صفين من قسر غير تسعة عشر رجلا، وشهدها من أحمس سبعمائة وأتى علي، دار جرير فشعّث منها وحرق مجلسه حتى قال له أبو زرعة بن عمرو بن جرير أصلحك الله إن في الدار أنصباء لغير جرير.

فكف.

وقام أبو مسلم الخولاني - واسمه عبد الرحمن (١). ويقال: عبد الله بن مشكم - إلى معاوية فقال له: على ما تقاتل عليا وليس لك مثل سابقته وقرابته وهجرته؟ فقال معاوية: ما أقاتله وأنا ادعي في الإسلام مثل الذي ذكرت أنه له ولكن ليدفع إلينا قتلة عثمان فنقتلهم به، فإن فعل فلا قتال بيننا وبينه، فقد تعلمون أن عثمان قتل مسلما محرما. قال: فاكتب إليه كتابا تسأله فيه أن يسلم قتلة عثمان، فكتب إليه فيما ذكر الكلبي عن أبي مخنف، عن أبي روق الهمداني:

من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب.

أما بعد فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، ثم اجتبى له من المسلمين أعوانا أيّده بهم، فكانوا في المنازل عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، وكان أنصحهم لله ورسوله خليفته ثم خليفة خليفته ثم الخليفة الثالث المقتول ظلما عثمان، فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك عن الخلفاء، في كل ذلك تقاد كما يقاد الجمل


(١) - في هامش الأصل ما يفيد في رواية أخرى «هرم».