للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه، فلما قتل الزبير قلت لسعيد: أقبض مالك فإنه بخواتيمه، قال: ابعث به، قلت: أحب أن تتولى قبضه، فلما صار إلي أخرجت المال إليه فقال: ما تريد؟ قلت: أريد أن تدعه، فتركه ولم يأخذ منه درهماً.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي قال: سمعت سفيان بن عيينة قال: كُلِّم سعيد بن العاص في يتيم كان يمونه أن يزوجه فقال: والله ما عندي ما يحتاج إليه لتزويجه فادانوا عليّ ما يصلحه، فاستقرضوا عشرة آلاف درهم، فأتوا ابنه عمرو بن سعيد وهو الأشدق حين مات فأخبروه بالقصة فقال: سبحان الله والله لو أنها مائة ألف لقضيتها فقضاها.

قال: وكان سعيد يسأل المال بالغاً ما بلغ مما يسأله مثله، فإذا لم يكن عنده مال قال لسائله: اكتب عليّ ذكر حق.

وحدثني منصور بن أبي مزاحم عن شعيب بن صفوان قال: لما احتضر سعيد بن العاص قال لأبنه عمرو الأشدق: انظروا في ديني، فوجدوه تسعين ألف دينار منها سبعون ألفاً لما سأله الرفد والصلة، فإذا هو قد كتب بذلك أجمع على نفسه صكاكاً، فحول عمرو تلك الصكاك على نفسه وقضاها.

وحدثني منصور عن شعيب. وحدثني عمر بن بكير عن الهيثم بن عدي عن الضحاك بن رمل السكسكي قال: خرج سعيد بن العاص ذات يوم من عند معاوية مظهراً، فبصر به رجل وهو وحده، فسار معه نحو منزله، فلما قرب منه قال: ألك حاجة؟ قال: لا ولكني رأيتك وحدك فأحببت أن أونسك وأصل جناحك، فتركه حتى إذا وصل إلى منزله قال لخازنه: كم