للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على جلوى عراضا، فلما جاء حوط وكان سيئ الخلق رأى عين فرسه فقال:

ناز والله، فأخبر الخبر فنادى بني رياح فاجتمعوا إليه فقالوا: والله ما استكرهناه ولا كان نزوه إلا عراضا فما تريد؟ قال: أريد ماء فرسي، قالوا: دونك. فأوثقها حوط ثم جعل في يده ترابا وماء ثم سطا عليها فأدخل يده ثم أخرجها، فاشتملت الرحم على ما فيها، فنتجها قرواش مهرا فسماه داحسا لسطوة حوط عليها ودحسه إياها، وخرج داحس كأنه أبوه.

ثم إن قيس بن زهير بن جذيمة أغار على بني يربوع فغنم وسبى، وركب داحسا فتيان من بني أزنم يقال لهما ثعلبة وعبيد ابنا الحارث ونجوا عليه، فلما رآه قيس بن زهير تعجب منه وأعجب به فدعا إلى أن جعلاه فداء للسبي ففعلا، فصار داحس لقيس بن زهير، فهذا قول بني يربوع.

وقالت بنو عبس: كان أبو داحس فرسا لبني ضبة بن أدّ، لأنيف بن جبلة، وإنما سميّ ولده داحسا لأن أمه كانت لرجل من بني يربوع، فسأل اليربوعي أنيفا أن ينزيه على فرسه فأبى عليه الضبي فأخذه اليربوعي بعد ذلك فأنزاه عليها، فغضبت بنو ضبة وهمّوا باليربوعي فقال لهم: يا قوم خذوا نطفة فرسكم فسطا عليها رجل منهم فاكتسح ما فيها، وقد اشتملت رحمها فنتجت مهرا سمي داحسا لأنه دحس في رحم أمه، فقال اليربوعي واسمه مالك بن الحارث:

أنيف لقد بخلت بعسب فحل … على جار لضبة مستزاد

دحست جواده بالكف دحسا … على ما في الجواد من الجواد

ثم إن صاحب داحس هلك وترك ابنين، فأغار قيس بن زهير على بني