للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أتي بحيس، فقال ابن غريض: هذا أقط جهينة وسمن مزينة وتمر ناعمة، فقال: طيبات جمعن من شتّى، وأكل.

قالوا: واستعمل معاوية النعمان بن بشير على الكوفة فكتب اليه معاوية يأمره أن يلحق لأهل الكوفة في أعطياتهم زيادة عشرة دنانير عشرة دنانير فكان ينفذ بعضا ويردّ بعضا ويقول: أنا قفل مفتاحه بالشام، وكان يكثر تلاوة القرآن على المنبر ويقول: إن فقد تموني لم تجدوا أحدا يحدثكم عن رسول الله . ثم جاؤوا بكتب من معاوية فعمّهم بالزيادة، فقال ابن همّام السلولي:

أفاطم قد طال التدلّل والمطل … أجدّك لا صرم جليّ ولا وصل

زيادتنا نعمان لا تحبسنّها … تق الله فينا والكتاب الذي تتلو

فإنّك قد حمّلت فينا أمانة … وقد عجزت عنها الصلادمة البزل

فلا تك باب الشرّ تحسن فتحه … علينا وباب الخير أنت له قفل

وقد نلت سلطانا عظيما فلا تكن … لغيرك جمّات الندى ولك البخل

وأنت امرؤ حلو اللسان بليغه … فما باله عند الزيادة لا يحلو

وقبلك ما كانت علينا أئمّة … يهمّهم تقويمنا وهم عصل

يذمّون دنيانا وهم يرضعونها … أفاويق حتّى ما لنا منهم سجل

إذا نطقوا بالقول قالوا فأحسنوا … ولكنّ حسن القول خالفه الفعل

أينفذ ما زيدوا وتمحى زيادتي … فما إن دمي [إن] ساغ هذا لكم بسل

أبى لي كتاب الله والدين والتقى … وبالشام إن حكّمته الحكم العدل