للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أريد أمير المؤمنين فإنّه … على كلّ أنحاء الرجال له الفضل

مهاجرة الأقوام يرجون فضله … وهلاّك أعراب أضرّ بها المحل (١)

المدائني قال: كتب معاوية إلى زياد: إنّ حولك مضر وربيعة واليمن، فأمّا مضر فولّهم الأعمال واحمل بعضهم على رقاب بعض، وأمّا ربيعة فأكرم أشرافهم فإنّ أتباعهم منقادون لهم، وأما اليمن فأكرمهم في العلانية وتجاف عنهم في السرّ.

وقال هشام بن عمار: سأل بعض قريش معاوية شيئا فأعطاه إيّاه، ثم سأله شيئا آخر فأعطاه، ثم سأله ثالثا فمنعه، فلم يزل ملحا عليه حتى أعطاه ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ الضجور تحلب العلبة، فقال معاوية: نعم وربما زبنت (٢) الحالب وكسرت أنفه.

المدائني عن أبي عاصم الزيادي قال: ذكر النساء عند معاوية فقال من أراد النجابة فعلية بالمشرق، ومن أراد الخدمة فعلية بالمغرب. ومن أراد اللذاذة فعلية بالبربر، قيل فالمولّدات؟ قال: إذا شبعت إحداهنّ فليس همّتها الا التشرّف.

المدائني عن عبد الملك بن مسلم قال: قدم مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف السكوني على معاوية فقال له:

كيف رأيت قومي بالحجاز؟ قال: رأيت ابن عمر فرأيته رجل نفسه، ورأيت الحسن بن عليّ فرأيته ظاهر الجمال طاهر القلب، ورأيت عبد الله بن


(١) - في رواية ثانية «المحل» [من حاشية الأصل].
(٢) - زبن: دفع. القاموس.