للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ﴾ (١).

وقيل لعلي: لشدّ ما جزعت على ابن أبي بكر؟! فقال: «رحم الله محمدا انه كان غلاما حدثا، ولقد أردت تولية مصر، هاشم بن عتبة ولو وليّته إياها ما خلا لهم العرصة، بلا ذمّ لمحمد، فقد كان لي ربيبا وكان لبني أخي جعفر أخا، وكنت أعده ولدا».

وكانت أم عبد الله بن جعفر أسماء بنت عميس فخلف عليها أبو بكر، ثم علي رضي الله تعالى عنهما، وكان محمد ربيب علي رضي الله تعالى عنهما.

وحدثني زهير بن حرب - أبو خيثمة - وأحمد بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين قال: بعث علي قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر، فكتب إليه معاوية وعمرو بن العاص كتابا أغلظا فيه وشتماه فكتب إليهما بكتاب لطيف قاربهما فيه، فكتبا إليه يذكران شرفه وفضله، فكتب إليهما بمثل جوابه كتابهما الأول، فقالا: إنا لا نطيق مكر قيس بن سعد، ولكنا نمكر به عند عليّ، فبعثا بكتابه الأول إلى علي فلما قرأه قال أهل الكوفة:

غدر والله قيس فاعزله. فقال عليّ: ويحكم أنا أعلم بقيس إنه والله ما غدر ولكنها إحدى فعلاته. قالوا: فإنا لا نرضى حتى تعزله. فعزله وبعث مكانه محمد بن أبي بكر، فلما قدم عليه قال: إن معاوية وعمرو سيمكران بك، فإذا كتبا إليك بكذا فاكتب بكذا، فإذا فعلا كذا فافعل كذا ولا تخالف ما آمرك به فإن خالفته قتلت.

قالوا: وكتب علي إلى عبد الله بن عباس بمقتل محمد بن أبي بكر


(١) - سورة الأنفال - الآية:٦.