للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال محمد: إن عثمان عمل بالجور، وترك حكم الكتاب فنقمنا ذلك عليه، فقدمه فقتله وجعله في جوف حمار وحرقه بالنار.

فلما بلغ ذلك عائشة - رضي الله تعالى عنها - جزعت عليه، وقبضت عياله وولده إليها، ولم تأكل مذ ذاك شواءا حتى توفيت، ولم تعثر قط إلا قالت: تعس معاوية بن حديج.

وفي بعض رواية الواقدي: ان كنانة بن بشر قتل يوم الدار، وذلك باطل.

قالوا: وكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان: «إنا لقينا محمد بن أبي بكر، وكنانة بن بشر وهما في جموع أهل مصر؛ فدعوناهم إلى الهدى والتنبه فغمطوا الحق، وتهوكوا في الضلال فجاهدناهم واستنصرنا الله عليهم، فضرب الله وجوههم وأدبارهم ومنحنا أكتافهم فقتل الله محمد بن أبي بكر؛ وكنانة بن بشر، وأماثل من كان معهما، والحمد لله رب العالمين.

والسّلام».

وبلغ عليا مقتل ابن أبي بكر؛ فخطب الناس فقال: «ألا إن محمد ابن أبي بكر قتل، وتغلب ابن النابغة - يعني عمرو بن العاص - على مصر، فعند الله نحتسب محمدا، فقد كان ممن ينتظر القضاء ويعمل للجزاء». فتكلم بكلام كثير وبخ فيه أصحابه واستبطأهم وقال لهم:

«دعوتكم إلى غياث أصحابكم بمصر مذ بضع وخمسون ليلة فجرجرتم جرجرة البعير الأسرّ، وتثاقلتم إلى الأرض تثاقل من ليست له نية في الجهاد ولا اكتساب الأجر في المعاد، ثم خرج إليه منكم جنيد ضعيف ﴿كَأَنَّما