عليهم حتى يروا أنك قاتلهم، ثم كفّ عنهم وصر إلى مكة فلا تعرض فيها لأحد، ثم امض إلى صنعاء فإن لنا بها شيعة فانصرهم واستعن بهم على عمال علي وأصحابه فقد أتاني كتابهم، واقتل كل من كان في طاعة علي إذا امتنع من بيعتنا، وخذ ما وجدت لهم من مال.
فلما دخل بسر المدينة أخاف أهلها وقال: إن بلدكم كان مهاجر نبيكم ومحل أزواجه والخلفاء الراشدين بعده، فكفرتم نعمة الله عليكم ولم تحفظوا حق أئمتكم حتى قتل عثمان بينكم، فكنتم بين خاذل له ومعين عليه، ولم يزل يرهبهم حتى ظنّوا أنه موقع بهم، ثم دعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعه قوم وهرب منه قوم فهدم منازلهم.
وكان عامل علي على المدينة يومئذ أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري فتوارى فأمر بسر أبا هريرة أن يصلي بالناس.
ولما قرب بسر من مكة توارى قثم بن العباس، وكان عليها، فكان شيبة بن عثمان العبدري يصلي بالناس حتى قدم بسر، فلما قدم لم يهج أهل مكة ولم يعرض لهم.
وقدم على علي بن أبي طالب عين له بالشام فأخبره بخبر بسر - يقال إنه قيس بن زرارة بن عمرو بن حطيان الهمداني، وكان قيس هذا عينا له بالشام يكتب إليه بالأخبار - ويقال: إن كتابه ورد عليه بخبر بسر، فخطب علي الناس ووبخهم وندبهم للشخوص إليه، فانتدب جارية بن قدامة التميمي فأمره ان يأتي البصرة فيكون شخوصه لطلب بسر منها.
ووجّه إليه وهب بن مسعود الخثعمي من الكوفة.
ثم لما قرب بسر من الطائف تلقاء المغيرة بن شعبة - وكان مقيما