بالطائف معتزلا لأمورهم لم يشخص إلى البصرة ولا حضر صفين، إلا إنه شخص مع من شهد أمر الحكمين ثم انصرف إلى الطائف - فقال له:
أحسن الله جزاك فقد بلغتني شدتك على العدو، وإحسانك إلى الولي، فدم على صالح ما أنت عليه فإنما يريد الله بالخير أهله. فقال: يا مغيرة إني أريد أن أوقع بأهل الطائف حتى يبايعوا لأمير المؤمنين معاوية. فقال: يا بسر ولم؟ أتثب على أولياءك بما تثب على أعدائك؟ لا تفعل فيصير الناس جميعا أعداؤك. فقال: صدقتني ونصحت لي.
وقتل بسر كعب بن عبدة وهو ذو الحبكة، بتثليث (١).
ومضى بسر حتى إذا شارف اليمن؛ هرب عبيد الله وسعيد - وذلك الثبت - ويقال: أقاما حتى قدم فتحصنا، ثم خرجا ليلا فلحقا بعلي، وخلف عبيد الله بن العباس على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، فلما قدمها بسر قتله وقتل ابنه مالك بن عبد الله.
ثم دعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوه له، وقتل جماعة من شيعة علي.
وقال الهيثم بن عدي: حدثني يعقوب بن داود: أن عبيد الله كان عاملا لعلي على اليمن، فخرج إلى علي وخلف على صنعاء عمرو بن أراكة الثقفي، فقدم عليه بسر من قبل معاوية فقتله، فخرج عليه أخوه عبد الله فقال أبو أراكة:
لعمري لقد أردى ابن ارطاة فارسا … بصنعاء كالليث الهزبر إلى أجر
فقلت لعبد الله إذحنّ باكيا … تعزّ وماء العين منحدر يجري