للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنك إن تبعث عنيك لما مضى … من الدهر أو ساق الحمام إلى قبر

لتنفدن ماء الشؤون بأسره … وإن كنت تمريهنّ من ثبج البحر

تبين فإن كان البكا ردّ هالكا … على أحد فاجهد بكاك على عمرو

ولاتبك ميتا بعد ميت أجلّة … علي وعباس وآل أبي بكر

وكان عبيد الله بن العباس قد جعل ابنيه عبد الرحمن وقثم في قوم أمهما - وهي أم حكيم واسمها جويرية بنت قارظ الكناني - فلما انتهى بسر إلى بلاد قومها قال: ائتوني بابني عبيد الله فلما أتي بهما قدمهما له فقتلهما فخرج نسوة من بني كنانة فقلن: هب الرجال يقتلون فما بال الولدان؟! والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية؟ وإن سلطانا لا يسدد إلا بقتل الأطفال لسلطان سوء، فأراد أن يوقع بهن ثم أمسك.

وغيّب الغلامين أياما طمعا في أن يأتيه أبوهما؛ ثم قتلهما: ذبحهما ذبحا، فرثتهما أمهما بأبيات وهي:

ها من أحسّ بنييّ اللذين هما … كالدرتين تشّظا عنهما الصدف

ها من أحس بنيي اللذين هما … قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف

ها من أحس بنيي اللذين هما … مخ العظام فمخي اليوم مزدهف

نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا … من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي طفليّ مرهفة … مشحوذة وكذاك الإثم يقترف

من دلّ والهة حرّاء ثاكلة … على صبيين ضلا إذ غدا السلف

وقالت أيضا:

ألا من أبصر الأخوين أمّهما هي الثكلى … تسائل من رأى ابنيها وتستبغي فما تبغى

وسار جارية بن قدامة السعدي حتى أتى اليمن فحرق بها وقتل قوما