للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سوار: إنّ عدل سوّار مضاف إليك، وزين لخلافتك، فسكن غضبه وأمسك عن ذلك الأمر.

وحدّثني الحسن بن علي الحرمازي قال: نظر المنصور إلى بعض القضاة، وبين عينيه سجّادة فقال له: لئن كنت أردت الله بالسجود فما ينبغي لنا أن نشغلك عنه، وان كنت إنما أردتنا بهذه السجادة فينبغي لنا أن نحترس منك.

وحدّثنا أبو مسعود الكوفي قال: كان يحيى بن عروة رضيع المنصور، وهو مولى لهم، فصيره أبو جعفر على ثقله عام حجّ، فلما دعا عبد الله بن علي إلى نفسه حمل ثقل أبي جعفر وجواريه وصار إلى عبد الله بن علي، فلما هرب استخفى يحيى، ثم ظفر به المنصور، فقطع بالسيوف.

حدّثني أبو مسعود الكوفي قال: كانت عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية عند هشام، وكانت أجمل الناس، وكانت إذا رأت أم حكيم بنت يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص امرأة هشام أيضا عنده قالت لها:

كيف أنت يا أمه؟ فيضحك هشام من قولها ويعجبه ظرفها، وأم حكيم هذه التي يقول فيها الوليد بن يزيد:

علّلاني بعاتقات الكروم … واسقياني بكأس أمّ حكيم (١)

فلما صار عبد الله بن علي إلى الشام خطب عبدة، فأبت عليه التزويج فأمر بها فبقر بطنها، فكان المنصور إذا ذكر فعله بها لعنه. قال: وجعلت عبدة حين أتي بها ليبقر بطنها وتقتل تنشد:

فقل للشامتين بنا أفيقوا … سيلقى الشامتون كما لقينا


(١) - شعر الوليد بن يزيد ص ١٤.