ومر مروان بالأردن، فوثب عليه هشام بن عمرو القيني، ومر بفلسطين فوثب به الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع، ثم مضى الى مصر واتبعه الحجاج بن زمل السكسكي فصار معه، والرماحس بن عبد العزيز الكناني وكان عامله على الأردن، واتبعه ثعلبة بن سلامة وكان من عماله على ناحية قريبة من الأردن. فلما صار إلى فلسطين قال: يا رماحس انفرج الناس عنا انفراج الرأس ولا سيما قيس التي وضعنا معروفنا عندهم في غير موضعه، وأخرجناه من قوم كانت دولتنا تقوم بهم، فما رأينا لقيس وفاء ولا شكرا.
وصار عبد الله بن علي إلى نهر أبي فطرس (١) بعد أن غلب على دمشق، ووجه صالح بن علي بن عبد الله لمحاربة مروان، وعلى مقدمته عامر بن اسماعيل بن عامر بن نافع أحد بني مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن خلد، فحارب عامر بن اسماعيل مروان ببوصير فقتله.
وقال الهيثم بن عدي: كان الذي قتل مروان مزاحم بن حسان الحارثي، وكان الكوثر الغنوي قد كاتب عامر بن اسماعيل فبلغ مروان ذلك، وهو في أول حد مصر فقتله.
ويقال إن قوما من أصحاب مروان تيقنوا ذلك من فعل الكوثر فقتلوه وأتوا مروان برأسه، فقال: أبعده الله. وحمد القوم وقال فيهم خيرا. وقال قوم: إن عبد الله بن علي أتى مصر وذلك غير ثبت.
وقال المدائني عن بعض أشياخه: نزل عبد الله بن علي بباب دمشق