حزب الظالمين وأولياء الشياطين، ألست قاتل حجر بن عديّ وأصحابه المصلّين العابدين، الذين ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، ظلما وعدوانا، بعد إعطائهم الأمان بالمواثيق والأيمان المغلّظة؟ أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله ﷺ الذي أبلته العبادة وصفّرت لونه وأنحلت جسمه؟! أولست المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد عبد ثقيف، وزعمت أنّه ابن أبيك وقد قال رسول الله ﷺ:«الولد للفراش وللعاهر الحجر»(١)، فتركت سنّة رسول الله ﷺ وخالفت أمره متعمّدا، واتّبعت هواك مكذّبا، بغير هدى من الله، ثمّ سلّطته على العراقين فقطع أيدي المسلمين وسمل أعينهم، وصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من الأمّة وكأنّها ليست منك، وقد قال رسول الله ﷺ:«من ألحق بقوم نسبا ليس لهم فهو ملعون»، أولست صاحب الحضرمييّن الذين كتب إليك ابن سميّة أنّهم على دين عليّ، فكتبت إليه:
اقتل من كان على دين عليّ ورأيه، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك، ودين عليّ دين محمّد ﷺ الذي كان يضرب عليه أباك، والذي انتحالك إيّاه أجلسك مجلسك هذا، ولولا هو كان أفضل شرفك تجشّم الرحلتين في طلب الخمور، وقلت: انظر لنفسك ودينك والأمّة واتّق شقّ عصا الألفة وأن تردّ الناس إلى الفتنة، فلا أعلم فتنة على الأمّة أعظم من ولايتك عليها، ولا أعلم نظرا لنفسي وديني أفضل من جهادك، فإن أفعله فهو قربة إلى ربّي، وإن أتركه فذنب أستغفر الله منه في كثير من تقصيري، وأسأل الله
(١) - انظره في كنز العمال - الحديث:١٥٣٤٥،١٥٢٩٩،٤٥٢٥ - ٤٠٦٠٧.