للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبوك، في حجر هاشم؟ - لأن هاشما كان خلف على أمه واقدة نكاح مقت-.

فقال له عدي: وأنت أيضا فقد كنت عند أخوالك من بني النجّار حتى ردّك عمك المطّلب. قال: أبا لقلّة تعيرني؟ فو الله لئن آتاني الله عشرة من الولد ذكورا لأنحرنّ أحدهم عند الكعبة. فآتاه الله عشرة. فأقرع بينهم. فوقعت القرعة على عبد الله، أبي رسول الله ، وكان أحبّ الناس إليه. فقال:

اللهم، أهو أم مائة من تلاد إبلي؟ فأقرع بينه وبين مائة من إبله، فوقعت القرعة على المائة، فنحرها، فاقتسمها في فقراء مكة ومن ورد من الأعراب.

قال: قلت: فإن بعض الرواة يقول: «تكاءد (١) عبد المطلب حفر زمزم، فقال: لئن تمّ حفرها، لأنحرنّ بعض ولدي»؟ فقال: «ما أدري ما هذا. ولقد روي». وقال في السنة التي نحر فيها عبد المطلب الإبل، مات الحارث بن عبد المطلب ولابنه ربيعة سنتان (٢).

- قال الواقدي: وكان نحر الإبل قبل الفيل بخمس سنين؛ فكان ربيعة أسنّ من رسول الله بسبع سنين.

- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده قال:

تزوج عبد المطلب هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي أم حمزة بن عبد المطلب، ولدته قبل مولد رسول الله بأربع سنين أو نحوها.

ثم زوّج عبد المطلب ابنه عبد الله: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وكانت في حجر عمها أهيب بن عبد مناف، فولدت له رسول الله


(١) - تكأد الشيء: تكلفه وكابده، وتكأدني الأمر: شق علي، كتكاءدني. القاموس.
(٢) - انظر طبقات ابن سعد ج ١ ص ٨٣ - ٨٨ مع فوارق واضحة.