ثعلبة؛ الري ودستبي وتستر فكسر الخراج فبعث إليه فحبسه ثم خرج فلحق بمعاوية.
وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه: أن عبيد الله بن العباس لما صار إلى معاوية؛ وفارق الحسن بن علي؛ رأى بسرا، فقال له: أنت أمرت هذا اللعين بقتل ولديّ؟ فقال: والله ما فعلت ولقد كرهت ذلك. فغضب بسر لقولهما وألقى سيفه إلى معاوية وقال له: خذه عني ولكن أمرتني أن أخبط به الناس فانتهيت إلى أمرك، ثم أنت تقول لهذا ما تقول وهو بالأمس عدوك؛ وأنا نصيحك دونه وظهيرك عليه فقال: خذ سيفك فإنك ضعيف الرأي حين تلقي سيفا بين يدي رجل من بني هاشم وقد قتلت ابنيه، فأخذ سيفه، وقال عبيد الله: ما كنت لأقتل بسرا، بأحد ابني، هو ألأم وأوضع وأحقر من ذلك، والله ما أرى أني أدرك ثأرهما إلا بيزيد وعبد الله ابني معاوية، فضحك معاوية وقال: ما ذنب يزيد وعبد الله فو الله ما أمرت ولا علمت ولا هويت.- وكان معاوية مائلا إلى ولد العباس لأن جدته أم أبيه كانت صفية بنت حزن، وكانت أم بني العباس لبابة بنت الحارث بن حزن - فقال ابن لعبيد الله من سرية تدعى جمانة: والله لا نرضى إلا بيزيد وعبد الله.
فقال معاوية: لا أم لك فلولا كرامة أبيك لأطلت حبسك.
ثم إن بسرا بعد ذلك وسوس، وكان يهذي بالسيف، فجعل له سيف من خشب أو من عيدان، وكانت الوسادة تدنى إليه فيضربها حتى يغشى عليه، وربما أدني إليه زق فيضربه، فلم يزل كذلك حتى مات في خلافة عبد الملك بن مروان، ولم يزل معاوية يصل عبيد الله بالمال العظيم بعد المال حتى سلّ ما في قلبه.