للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من نسائكم أحدا، قلتم: «هذه رمّة أمك وأعظمها». ثم كفّهم الله عن ذلك إكراما لنبيه؛ فأمسكوا.

- وزعم بعض البصريين أن آمنة أم النبي ماتت بمكة، ودفنت في شعب أبي دبّ الخزاعي. وذلك غير ثبت.

- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح أو عكرمة،

أن حليمة ظئر رسول الله لما قدمت به من بلادها، أضلّته بأعلى مكة. فوجده ورقة بن نوفل ورجل آخر من قريش، فأتيا به عبد المطلب وقالا: هذا ابنك وجدناه متلددا بأعلى مكة، فسألناه من هو؟ فقال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ فأتيناك به. فذلك قول الله : ﴿وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى﴾ (١). ثم إنّ عبد المطّلب حمله على عاتقه، وطاف به حول الكعبة، وقال:

أعيذه بالله بارئ النسم … من كل من يسعى بساق وقدم

وقصفة الحجّاج في الشهر الأصمّ … حتى أراه في ذرى صعب أشمّ

ثم يكون ربّ غير مهتضم

- قالوا: وقدمت حليمة على رسول الله بعد تزوجه خديجة بنت خويلد، فأنزلها وأكرمها. فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلّم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة، وبعيرا للظعنة؛ وصرفها إلى أهلها بخير. وقدمت على رسول الله يوم فتح مكة، وهو بالأبطح، أخت حليمة ومعها أخت زوجها؛ وأهدت إليه جرابا فيه أقط ونحيّ سمن.

فسأل أخت حليمة عن حليمة. فأخبرته بموتها، فذرفت عيناه. وسألها


(١) - سورة الضحى - الآية:٧.