للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: يا خال إن سرت إلى الحسين أثمت بربك وقطعت رحمك فو الله لأن تخرج من دنياك ومالك خير من أن تلقى الله بدم الحسين.

ثم أتى عمر بن سعد ابن زياد فقال: إما أن تخرج إلى الحسين بجندنا وإما أن تدفع إلينا عهدنا، فألح عليه في الاستعفاء، وألح ابن زياد بمثل مقالته، فشخص عمر بن سعد إلى الحسين في أربعة آلاف حتى نزل بإزائه، ثم بعث إليه يسأله عن سبب مجيئه فقال: كتب إليّ أهل الكوفة في القدوم فأما إذ كرهوني فإني أنصرف.

وكان رسول عمر إليه قرة بن قيس الحنظلي فقال له حبيب بن مظهر:

ويحك يا قرة، أترجع إلى القوم الظالمين؟ فقال: أصير إلى صاحبي بالجواب ثم أرى رأيي.

وكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بقول الحسين فقال ابن زياد:

الآن إذ علقت مخالبنا به … يرجو النجاة ولات حين أوان

وكتب إلى عمر: إعرض على الحسين أن يبايع يزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه، فإذا فعل ذلك رأينا رأينا. فلم يفعله.

قالوا: ولما سرح ابن زياد عمر بن سعد من حمام أعين، أمر الناس فعسكروا بالنخيلة (١)، وأمر أن لا يتخلف أحد منهم، وصعد المنبر فقرظ معاوية وذكر إحسانه وإدراره الأعطيات، وعنايته بأمور الثغور، وذكر اجتماع الألفة به وعلى يده، وقال: إن يزيد ابنه المتقيل (٢) له، السالك لمناهجه المحتذي لمثاله، وقد زادكم مائة مائة في أعطيتكم، فلا يبقين رجل من


(١) - معكسر لأهل الكوفة خارجها.
(٢) - اقتال: احتكم والشيء اختاره. والقيل هو الملك عند أهل اليمن. القاموس.