للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفردت ببناء كل ربع من أرباع البيت قوما. فكان لبني عبد مناف وبني زهرة ما بين ركن الحجر إلى الركن الأسود، وهو وجه البيت وفيه بابه. ولبني عبد الدار وبني أسد الشقّ الذي يلي الشأم. ولبني تيم بن مرّة وبني مخزوم الشقّ الذي يلي اليمن، ولسهم، وجمح، وعدي، وبني عامر بن لؤي ما بين الركن اليماني والركن الأسود، فبنى كل قوم ما صار لهم، وقيل أيضا إنّ ما بين الركن اليماني والركن الأسود كان لبني تيم وبني مخزوم؛ وأنّ ظهر الكعبة كان لبني جمح وسهم؛ وأن الشقّ الشأمي كان لبني عبد الدار وبني عدي بن كعب؛ وأن لبني عبد مناف وبني زهرة الشقّ الذي فيه الباب؛ وكان ذلك بقرعة بينهم.

فلما انتهوا إلى موضع الركن الأسود، اختلفوا فيمن يضعه وتشاحّوا عليه، فرضوا بأول من يدخل من الباب. فكان أولّ من دخل رسول الله Object. فقالوا: الأمين، والله. ورضوا بأن وضعه. فبسط رسول الله Object رداءه، ثم وضع الركن فيه، وقال: ليأت من كل ربع من قريش رجل.

فرفعوه. ثم وضعه بيده في موضعه.

حدثنا الوليد بن صالح، عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال:

لما انتهوا إلى حيث موضع الركن الأسود من البيت اختلفوا فيه. فقال أبو أمية بن المغيرة، واسمه حذيفة: يا معشر قريش اجعلوا بيننا أوّل من يدخل من هذا الباب، وأشار إلى الباب الذي نعرفه اليوم ببني شيبة، فدخل رسول الله Object. فلما رأوه، قالوا: هذا الأمين رضينا به. فبسط