للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس ثمانية أيام ثم توفي بالطائف فصلى عليه ابن الحنفية ودفنه وكبر عليه أربعا، وكان الذي تولى حمله ودفنه مع ابن الحنفية أصحابه الشيعة.

وقال بعض الرواة: مات ابن الحنفية بأيلة وذلك غلط. والثبت ان ابن الحنفية مات بالمدينة وله خمس وستون سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان وهو والي المدينة، وقال له أبو هاشم ابنه: نحن نعلم أن الإمام أولى بالصلاة، ولولا ذلك ما قدمناك.

ويقال ان أبا هاشم أبى أن يصلي على أبيه أبان، فقال أبان: أنتم أولى بميتكم، فصلى عليه أبو هاشم.

وروى الواقدي أن محمد ابن الحنفية قال في سنة الجحاف (١) حين دخلت سنة احدى وثمانين: هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبي بسنتين، وتوفي تلك السنة (٢).

حدثني أبو مسعود الكوفي عن عيسى بن يزيد الكناني قال: سمعت المشايخ يتحدثون أنه لما كان من أمر ابن الحنفية ما كان تجمع بالمدينة قوم من السودان غضبا له ومراغمة لابن الزبير، فرأى ابن عمر غلاما له فيهم وهو شاهر سيفه فقال له: رباح؟ قال رباح: والله إنا خرجنا لنردكم عن باطلكم الى حقنا. فبكى ابن عمر وقال: اللهم ان هذا بذنوبنا.

وقال غيره: تجمعوا أيام الحرة وهم يظهرون نصرة يزيد على ابن الزبير وخرج غلام ابن عمر معهم.


(١) - في هامش الأصل: يقال سيل جحاف، وسيل جراف.
(٢) - طبقات ابن سعد ج ٥ ص ١٠١ - ١١٦.