للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني الزبير بن بكار الزبيري، حدثني محمد بن عيسى بن كثير الأنصاري عن فليح بن اسماعيل عن عبد الملك بن صالح بن علي عن أخيه سليمان بن علي عن عكرمة قال: إنّا لمع ابن عباس يوم عرفة إذا فتية يحملون فتى معروق الوجه ناحل البدن، فوضعوه بين يدي ابن عباس وقالوا:

استشف له يابن عم رسول الله، فقال: ما به؟ فأنشده الفتى:

بنا من جوى الأحزان والوجد لوعة … تكاد لها نفس الشفيق تذوب

ولكنما أبقى حشاشة معول … على ما به عود هناك صليب

ثم حملوه فخفت في أيديهم فقال ابن عباس: هذا قتيل الحب لا عقل ولا قود؛ وما رأيته سأل الله إلاّ العافية مما أصاب ذلك الرجل حتى أمسى (١).

حدثني أبو الحسن علي بن محمد المدائني عن النضر بن إسحاق عن أبي المليح قال، قال معاوية: ما باحتّ (٢) أحدا في عقله أشدّ عليّ من ابن عباس.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال: كتب ابن عباس إلى الحسن بن علي: إن المسلمين قد ولّوك أمورهم بعد عليّ، فشمّر لحربك وجاهد عدوّك، ودار أصحابك، واشتر من الظنين دينه، ولا تسلم دينك، ووال أهل البيوتات والشرف تستصلح عشائرهم، واعلم أنك تحارب من حادّ الله ورسوله، فلا تخرجنّ من حقّ أنت أولى به، وإن حال الموت دون ما تحب.


(١) - الفتى هو عروة بن حزام ترجم له صاحب الأغاني ج ٢٤ ص ١٤٥ - ١٦٦، وورد الخبر في الصفحة الأخيرة من الترجمة.
(٢) - في هامش الأصل: أي ما خاصمت.