أيوب: يا أمير المؤمنين لي مال ولا غلمان فيه يقومون به، فأعطني مالا أشتري به غلمانا، فقال: ألم اعطك لوفادتك وأقض حوائجك في خاصتك وعامتك؟ قال: بلى، قال: فما لك عندي شيء سوى ذلك، فقال أبو أيوب: ألا تفعل يا معاوية، فإن رسول الله ﷺ قال لنا:«إنكم ستلقون بعدي أثرة يا معاشر الأنصار فاصبروا حتى تلقوني»، قال: فاصبر يا أبا أيوب، قال: أقلتها يا معاوية؟ والله لا اسألك بعدها شيئا أبدا، وبلغ ابن عباس قول معاوية، وهو يومئذ وافد عليه وقد تيسّر للخروج، فأعطى أبا أيوب قيمة مائة مملوك وأعطاه جميع ما كان في داره ثم شخص.
قالوا: ولما أخرج عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية عن مكة أغلظ له ابن عباس وقال له: أتخرج بني عبد المطلب عن حرم الله وهم أحقّ به منك! فقال: وأنت أيضا فالحق به، فخرج إلى الطائف فمات بها، وأوصى عليّ بن عبد الله بإتيان الشام والتنّحي عن سلطان ابن الزبير إلى سلطان عبد الملك، فكان عبد الملك يحفظ له ذلك.
قالوا: ولما صار علي بن عبد الله إلى دمشق ابتنى بها دارا ثم صار وولده إلى الحميمة وكداد من عمل دمشق
حدثنا محمد بن الصباح البزاز، حدثنا هشيم عن أبي جمرة قال: توفي ابن عباس بالطائف.
حدثني بكر بن الهيثم، حدثنا عبد الله بن صالح المصري عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: كان عبد الله بن عباس مديد