درهم، فأعطاه معاوية ما جعل له، فما رام دمشق حتى قسم ذلك أو أكثره، فقيل له: أسرفت، فقال: والله لولا لذة الاعطاء واكتساب المحامد ما باليت ألاّ أكتسب المال وألا أرى معاوية ولا يراني.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي قال: كان عبيد الله بن عباس عاملا لعلي على اليمن، وهو أحد من نزل في قبر علي حين قبر بالكوفة، ولم يزل مع الحسن بن علي حتى عرف زهادته في الأمر فصار إلى معاوية. قال: ويقال إن عليا ولاه الموسم سنة ست وثلاثين فأقام للناس الحج ثم شخص الى اليمن واليا. قال: ويقال ان عليا ولاه ايضا الموسم سنة سبع وثلاثين فقدم من اليمن فاقام الحج ثم رجع.
وقال الواقدي: حدثني ابن جعدبة عن صالح بن كيسان قال: كان عبيد الله بن عباس جالسا في المسجد فسقطت دار عند الصفا، فارتاع من حضره ونهضوا ينظرون إليها، وبقي معه فتى أنصت لحديثه واستمعه حتى قضاه، فقال لوكيله: ما بقي عندك؟ قال: ألف دينار، قال: اعط الفتى ثلثيها واحبس لنا ثلثها.
قالوا: وكان ينحر ويطعم الناس، وكانت مجزرته في السوق، وهي تعرف بمجزرة ابن عباس.
قالوا: وتوفي عبيد الله بن العباس ﵁ بالمدينة في أيام معاوية. ويقال: إنه كفّ بصره.
وقالوا: مرّ معن بن أوس المزني بعبيد الله بن العباس وقد ضعف بصره فقال له: كيف حالك؟ قال: قد كثر دينى وضعفت حالي وأنشده: