طاعتكم وبيعتكم فانهضوا معي إليهم حتى أناجزهم، فإن كنتم غير فاعلين فأبينوا لي أمركم ولا تغرّوني من أنفسكم، فان الغرور حيف يضل معه الرأي ويصرع به الأريب. فلم يجبه أحد، فأراد التنحّي ثم أقام، واصطلح الناس على أن أقام الحج شيبة بن عثمان بن طلحة العبدري.
وقال هشام بن الكلبي: من زعم أن احدا من ولد العباس كان على الموسم في تلك السنة - عبيد الله أو معبدا أو تمّاما - فقد غلط.
قالوا: وشخص قثم إلى خراسان غازيا مع سعيد بن عثمان بن عفان، وكان معاوية ولّي سعيدا خراسان، فقال له سعيد في بعض غزواته: يا بن عم، أضرب لك بمائة سهم، فقال: يكفيني سهم واحد لي وسهمان لفرسي أسوة المسلمين، ومات بسمرقند ويقال استشهد بها ولا عقب له، ويروى عن قثم أنه قال: الجواد من إذا سئل أعطى عطيّة مكاف على يد عظيمة، ورأى من بذل وجهه إليه متفضّلا عليه.