لآل مروان، وكان زنديقا أو دهريا فقيل لهشام بن عبد الملك: ان الجعد كافر، وشهد عليه أن ميمون بن مهران وعظه فقال: لشاة قياد أحبّ إلي مما تدين به، فقال له: قتلك الله وهو قاتلك.
ويقال إن ميمون بن مهران شهد عليه، فطلبه فهرب إلى حران، ثم إنه ظفر به فحمل إلى هشام فأخرجه من الشام والجزيرة إلى العراق، وكتب إلى خالد بن عبد الله القسري يأمره بحبسه، فلم يزل محبوسا حينا ثم رفعت امرأته إلى هشام قصة في أمره، فقال هشام: أو حيّ هو؟ قالوا: نعم، فكتب إلى خالد يلومه على حبسه ويعزم عليه أن يقتله، فقال خالد في يوم أضحى بعد فراغه من خطبته: أيها الناس انصرفوا إلى أضاحيكم فاني مضحّ بعدوّ الله الجعد بن درهم، فلما انصرفوا قتله، فيقال انه ذبحه ويقال انه ضرب عنقه. وقوم يزعمون ان الجعد كان يقول بقول غيلان (١) وقد كذبوا.
(١) - غيلان الدمشقي: انظر كتابي «مائة أوائل من تراثنا» - ط. دمشق ١٩٨٩ ص ٣٢٧ - ٣٢٩.