ومكث الناس يقتتلون بالمدينة ساعات وهدم عبد الله سور مدينة دمشق. ثم توجه عبد الله إلى فلسطين وصار إلى نهر أبي فطرس، ووجه أخاه صالح بن علي إلى مصر في طلب مروان وعلى مقدمته عامر بن اسماعيل بن عامر بن نافع أحد بني مسلية، وهو عمرو بن عامر بن عمرو بن علّة بن خالد فقتل مروان ببوصير من مصر.
ويقال إن أبا العباس كتب إلى عبد الله بن علي يأمره بتوجيه صالح إلى مصر، وبعث صالح برأس مروان إلى عبد الله فأنفذه إلى أبي العباس وهو بالكوفة فنصب بها، ويقال بل بعث به صالح إلى أبي العباس.
ولما صار عبد الله بن علي إلى نهر أبي فطرس أمر فنودي في بني أمية بالأمان فاجتمعوا إليه فعجلت الخراسانية إليهم بالعمد فقتلوهم، وقتل عبد الله جماعة منهم ومن أشياعهم، وأمر بنبش قبر معاوية فما وجد من معاوية إلاّ خط، ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجد من يزيد سلاميّات رجلة ووجد من عبد الملك بن مروان بعض شؤون رأسه، ولم يوجد من الوليد وسليمان إلاّ رفات، ووجد هشام صحيحا إلاّ شيئا من أنفه وشيئا من صدغه، وذلك أنه كان طلي بالزئبق والكافور وماء الفوّة، ووجدت جمجمة مسلمة فاتخذت غرضا حتى تناثرت، ولم يعرض لعمر بن عبد العزيز، وجمع ما وجد في القبور فأحرق.
ولما توفي أبو العباس كتب إليه عيسى بن علي وعيسى بن موسى بن محمد بوفاته وتوليته عهده أبا جعفر عبد الله بن محمد، وعيسى بن موسى بن محمد إن كان بعده، وكان أبو جعفر حاجا فشخص إليه بالكتاب بذلك أبو غسان حاجب أبي العباس ومولاه واسمه زياد، ويقال يزيد، والهيثم بن