للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دعا رسول الله ﷺ سرا أربع سنين، ثم أعلن الدعاء (١).

قالا: وحدثنا الواقدي، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن عباس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول:

استخفينا بالإسلام سنة، ما نصلي إلا في بيت مغلق، أو شعب خال، ينظر بعضنا لبعض.

- وحدثني محمد بن الوليد، عن الواقدي، عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن عامر بن سعد عن أبيه (٢) قال:

خرجت أنا، وسعيد بن زيد، وخباب بن الأرتّ، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود إلى شعب أبي دبّ نتوضأ ونصلي، ونحن مستخفون، فظهر علينا نفر من المشركين وقد كانوا يرصدوننا فاتبعوا آثارنا: أبو سفيان ابن حرب، والأخنس بن شريق وغيرهما من المشركين. فعابوا علينا، وأنكروا فعلنا حتى بطشوا بنا. فأخذت لحي جمل. فأضرب به رجلا من المشركين، فأشجه شجة أوضحت. وانكسر المشركون، وقوي أصحابي.

فطردناهم حتى خرجوا من الشعب. فكنت أول من هراق دما في الإسلام.

- وحدثني مصعب بن عبد الله الزبيري، عن أشياخهم قال:

كان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يرى أباه يذم دين قريش؛ وأسلم حين بعث رسول الله ﷺ، وكان أبوه (٣) قد أخرجته قريش من مكة، فكان يستقبل البيت ثم يقول: لبيك حقا حقا، تعبدا ورقّا، البرّ أرجو لا الخال (٤)، هل مهجّر كمن قال؟


(١) - مغارى الزهري ص ٤٦ - طبقات ابن سعد ج ١ ص ١٩٩.
(٢) - سعد بن أبي وقاص.
(٣) - زيد بن عمرو بن نفيل، انظر السير والمغازي لابن اسحق ص ١١٦ - ١١٩.
(٤) - الخال: الفخر. انظر الروض الأنف ج ١ ص ٢٦٢.