وفي وقفة مع هذه الأجزاء المنشورة لاحظت أن التصحيفات في طبعة ألمانيا كثيرة جدا، وهذه الطبعة حجرية نادرة الوجود، وقفت على نسخة منها في مكتبة كلية الآداب في جامعة القاهرة، وصورها، لي مشكورا زميلي وصديقي الاستاذ حسنين محمد ربيع، نائب رئيس جامعة القاهرة، أما طبعة القاهرة فالتصحيفات أقل من الطبعة الألمانية، لكنها انتشرت على كل صفحة، وفيما يتعلق بالجزء الثاني فقد طبع مشوها عن سابق اصرار وعمد، حيث سمح المحقق لنفسه بالتلاعب بالنص وتوزيع الرضى واللعنات هنا وهناك على الذين ورد ذكرهم في النص، وهناك أيضا تصحيفات كثيرة في الجزئين اللذين طبعا في القدس، أما الأجزاء التي طبعها: الدكتور إحسان عباس والدكتور الدوري، والدكتور العمد، فقد جاءت بدرجة مثالية من الضبط والعناية.
وكانت الحاجة ملحة دوما لنشر الكتاب بأكمله، وعقدت العزم على هذا منذ عدة سنوات، وفي ندوة تلفزيونية في دمشق عن البلاذري أعلنت عن نيتي بإخراج الكتاب كاملا، وبعد ما ناقش السيد رياض زركلي اطروحته لنيل الدكتوراه، طلبت منه العمل معي في سبيل تحقيق الكتاب واخراجه دفعة واحدة، فوافق بحرارة.
والسيد الزركلي درس معي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه والتمست فيه دوما الجدية والصبر والدأب، مع قدرة جيدة على ضبط الشعر، وتعاونا معا بشكل منسق متكامل حتى تم لنا تحقيق النص بعد عمل شاق استغرق عدة سنوات، ونقوم الآن بإعداد الفهارس الفنية، ويحتاج ذلك إلى عدة أشهر.