مولى أم جعفر بنت جعفر بن المنصور، ومالك بن شاهي الكاتب، ودبّوا معه في أمره، فاطلع المأمون على من كان يسعى له، فحبسه في المطبق ببغداد، فأفسد أهله حتى شغبوا فركب المأمون ليلا إلى باب المطبق، فأخرج إليه إبراهيم هذا، فأمر بضرب عنقه وصلبه، فضربت عنقه، والمأمون واقف، وصلب في صبيحة تلك الليلة، ثم أنزل من يومه.
وولد محمد بن إبراهيم الإمام: عبد الله، وأمه زينب بنت سليمان بن علي، فإليها نسب الزينبي محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام، وكان المنصور ولّى محمد بن ابراهيم مكة والمدينة واليمن، ثم ولاّه الجزيرة، فلما توفي أخوه عبد الوهاب بالشام، ولاه الشام مكانه.
ولمحمد بن إبراهيم يقول العنبري:
اقض عنّي يا بن عم المصطفى … أنا بالله من الدين وبك
من غريم فاحش يقذعني … أشوه الوجه لعرضي منتهك
ليس بالمقلع عنى دهره … حيث مازلت من الأرض سلك (١)
وقال، ورهن مصحفه:
ما ان عمدت كتاب الله ارهنه … إلا ولم يبق هذا الدهر لي نشبا
فافتكّ طه وياسينا فانهما … والسبع من محكم الآيات قد نشبا
(١) - صحف العنبري في أخبار الدولة العباسية ص ٤٠٥ إلى «العبدى» حيث الأبيات.