للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات القائم من آل محمد، فقال له: كلا، فما برح حتى دعا بدوّاج لقشعريرة أصابته.

المدائني وأبو مسعود قالا: كان الدم قد هاج بأبي العباس فأشار عليه الاطبّاء بالفصد فلم يقدم عليه فحمّ، ثم خرج بعد الموم (١) فمات بالأنبار.

وكان أراد البيعة لابنه محمد، ثم قال: ابني حدث فما عذري عند ربي، فقالت له أم سلمة بنت يعقوب امرأته وهي أم محمد: ولّ غيره واجعله ثانيا، وكلمت أخواله في أن يسألوه ذلك، فقال: أخاف أن يقصر عمر من اجعله قبله فتدركه الخلافة وهو صغير فيصير الأمر إليه قبل أن يستحقه، ولكني أصيّره إلى رجل من أهلي أثق بفضله واحتماله، فاثبت اسم أبي جعفر المنصور، وعيسى بن موسى بن محمد من بعده في كتاب، وختم الكتاب، وجعل في منديل وجمعت أطرافه وختم عليه بخاتم أبي العباس، وأخذه عيسى بن علي إليه.

وحدثني أبو الحسن المدائني قال: كان أبو العباس يتقلب فيبقى جلده على الفراش، وخرج رجيع داود بن علي من فمه، وسقي بطن يحيى بن محمد.

وحدثني أبو الحسن المدائني قال: قال لأبي العباس بعض عمومته:

كيف أصبح أمير المؤمنين؟ فقال الطبيب: أصبح صالحا، فسلت ذراعه بيده فتناثر لحمه وقال: كيف يكون صالحا من هذه حاله؟ وكانت خلافة أبي العباس أربع سنين وثمانية أشهر وأياما، وتوفي بالأنبار سنة ست وثلاثين


(١) - «الموم: البرسام». والبرسام علة يهذى بها. القاموس.