للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبع وأربعين ومائة عاملا على البصرة، فاشتكى واستعفى فأعفاه، واستخلف على البصرة عقبة بن سلم، فأقرّه المنصور بعده إلى سنة إحدى وخمسين ومائة. وكان محمد يقول الشعر ويتغنى به الحكم الوادي المغني، فمن شعره:

زينب ما ذنبي وماذا الذي … غضبتم فيه ولم تغضبوا

والله ما أعرف لي عندكم … ذنبا، ففيم العتب يا زينب (١)

ويقال ان حمادا المعروف بعجرد قال له هذا الشعر، وقال له:

يا ساكن المربد قد هجت لي … شوقا فما أنفكّ بالمربد

سوف أوافي حفرتي عاجلا … يا منيتي إن أنت لم تسعدي

وحدثني عباس بن هشام عن أبيه قال: دخل دحمان الأشقر المغني، وحكم الوادي على محمد بن أبي العباس بالبصرة، فدعا بكيس فيه أربعة آلاف درهم فقال: من غنّى صوتا يطربني فالكيس له، فغنى دحمان صوتا قديما ثقيلا فلم يطرب له، فغنّى حكم هزجا (٢) فطرب له وحرّك رجليه ورأسه، وأمر بالكيس فدفع إليه. قال: والحكم منسوب إلى وادي القرى.

وحدثني عبد الله بن مالك الكاتب قال: كان محمد بن أبي العباس يلوي العمود ويلقيه إلى أخته ريطة فتردّه؛ قال: وولاه المنصور البصرة، فكان يخضب لحيته بالغالية فكنوه أبا الدبس. قال: وكان معه حكم الوادي


(١) - أشعار أولاد الخلفاء من كتاب الأوراق للصولي - ط. بيروت ١٩٧٩ ص ٤.
(٢) - الهزج: صوت فيه بحح، صوت دقيق مع ارتفاع. معجم الموسيقى العربية لحسين محفوظ - ط. بغداد ١٩٦٤. ص ١١٩.