المدائني قال: مدح إبراهيم بن علي بن هرمة المنصور فأعطاه عشرة آلاف درهم فاستقلّها وقال: لي حاجة يا أمير المؤمنين فان قضيتها كنت قد كافأتني، قال: وما هي؟ قال: تأذن لي في شرب النبيذ بالمدينة فإن لي هذه الأرواح والماء يضرني، فقال: وكيف أفعل وأنت تعرف كراهة أهل الحجاز للشرب؟ قال: احتل لي يا أمير المؤمنين، فأمر الوالي هناك أن ينظر فمن أتاه بابن هرمة وهو سكران ضربه مائة وضرب ابن هرمة ثمانين، فكان الشرطي يراه سكران بالمدينة فيقول: من يشتري الثمانين بالمائة ويدعه.
وحدثني أبو يحيى المديني مولى الانصار قال: لم يجبه المنصور إلى الاذن في شرب النبيذ ولكن بعض عمال المدينة كان أمر فيه بهذا، وكان ابن هرمة مستهترا بالنبيذ لا يصبر عنه، وهو الذي يقول:
أسأل الله سكرة قبل موتي … وصياح الصبيان يا سكران
المدائني قال: وعظ سوّار المنصور فوصله فأبى قبول صلته، فقيل له في ذلك فقال: كرهت أن أكون مثل سعيد بن الفضل وعظ هشاما ثم سأله فأعطاه، فقال هشام: إلى هذا أجري الحديث!.