للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني عبد الله بن مالك الكاتب، قال: لما حبس أبو أيوب أمر المنصور الربيع الحاجب بتقلد ديوان الرسائل والنفقات إلى ما كان يقوم به من الحجابة، ففعل، ثم عزله عن الرسائل وصيرها إلى أبان بن صدقة، وأقره على النفقات مع الحجابة فشخص أبان معه إلى الشام وهو كاتبه عليها.

وحدّثني أبو علي الحرمازي عن الفضل بن الرّبيع قال: كان المنصور معجبا بمحمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس، وكان كريما يسأله الحوائج للناس حتى ثقل ذلك عليه، فحجبه أياما ثم أذن له على أن لا يسأله حاجة لأحد، فدخل عليه يوما وكمّه مملوء رقاعا، فلما جلس تناثرت من كمه فجعل يردها ويقول: إرجعن خاسئات؛ فقال المنصور: ما هذه الرقاع؟ قال: فيها حوائج للناس، فضحك وقال: لا تبرح حتى تقضى كلها، فقضاها له.

قال الحرمازي: وبعضهم يزعم أن الرجل يحيى بن جعفر بن تمّام، وهو آخر من بقي من ولد تمام، وكان المنصور له محبّا.

وحدثني ابن الأعرابي قال: قال المنصور لرجل: ممّن أنت؟ قال: من يشكر، فتمثل:

ويشكر لا تستطيع الوفاء … وتعجز يشكر ان تشكرا

وحدثني أبو مسعود، قال: أقدم المنصور، عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب من المدينة بسبب محمد بن عبد الله بن حسن، ويقال لأمر بلغه عنه غير ذلك، فلما أدخل إليه قال له: يا عدو الله، قال: لست بعدو الله، وليس الأمر على ما بلغك، واذكر إدناء أبي أباك وتقديمه إياه على أصحاب رسول الله ، فقال: قبحك الله، أفما كان لي عليك من الحق ما كان لأبي على أبيك؟ ثم أمر به إلى المطبق، فوقع بينه وبين قوم من