للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغلبكما لصاحبه، وما تقاتلان إلاّ على الدنيا، فأطعمنا ممّا تأكل لنناضل عنك نضال من يريد الأكل.

المدائني قال: قدم عبد الله بن جعفر على معاوية فأنزله معه في قصره، فدخل عليه معاوية يوما وبديح يسمعه:

إنّك ما أعلمك ذو ملّة … يذهلك الأدنى عن الأبعد

وعبد الله يتخلّج، فقال: ما هذا؟ قال: أريحيّة تعتريني عند الطرب.

المدائني قال: قال معاوية للأحنف: أتراني نسيت قولك حسن بأبي حسن، ورضاك بأن تذبح قريش بالبصرة كما تذبح الحيران (١)؟! ولكنّي أستصلحك وقومك، فقد كفيتك ما قبلي فاكفني ما قبلك، فكان الأحنف يقول: لقد كلّمني معاوية بكلام ما بعده نغل ولا دغل.

قال، وقال الأحنف لمعاوية: والله ما أتيناك يا أمير المؤمنين لتهدينا من ضلالة، ولا لتغنينا من عيلة، ولا لتمنعنا من ذلّة، ولكن للسمّع وللطاعة.

حدثني العمري عن الهيثم بن عديّ عن مجالد عن الشعبي أنّ معاوية قال: استعينوا على الحوائج بالكتمان فإنّ كلّ ذي نعمة محسود.

وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن يزيد بن عياض قال: قال معاوية: الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلي، وما تركته للناس فبالفضل منّي فقال صعصعة بن صوحان: ما أنت وأقصى الأمّة في ذلك إلاّ سواء، ولكن من ملك استأثر، فغضب معاوية وقال: لهممت، قال صعصعة: ما كلّ من همّ فعل، قال: ومن يحول بيني وبين ذلك، قال:


(١) - الحيران: الذي لم يهتد إلى سبيله، وسيرد هذا الخبر في ج ١٢ «الخيذان».