للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن مبارك بن سلاّم عن مجالد قال: قال معاوية لسعيد بن العاص: كم ولدك؟ فذكر عشرة أو أكثر، فقال معاوية: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ﴾ (١) فقال سعيد: ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممّن يشاء (٢).

المدائني عن غسّان بن عبد الحميد عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور عن أبيه قال: قدم معاوية المدينة فخطبهم فقال: إنّي رمت سيرة أبي بكر وعمر فلم أطقها، فسلكت طريقة لكم فيها حظّ ونفع، على بعض الأثرة، فارضوا بما أتاكم منّي وإن قلّ، فإنّ الخير إذا تتابع وإن قلّ أغنى، وإنّ السخط يكدّر المعيشة، ولست بباسط يدي إلاّ إلى من بسط يده، فأمّا القول يستشفي به ذو غمر فهو دبر أذني وتحت قدمي حتى يروم العوجاء.

حدثني عبد الله بن صالح عن أبي بكر بن عيّاش قال: حدثّت عن الشّعبي أنّ عمر بن الخطّاب ذكر معاوية فقال: احذروا آدم قريش وابن كريمها فإنّه لا ينام الاّ على الرضا ويضحك عند الغضب، ويتناول ما فوقه من تحته.

المدائني عن أبي قحافة عن أبي قرّة مولى عبّاد بن زياد قال: دخل أعرابي المسجد ومعاوية يخطب فقال: أيّها المتكلّم اسكت أنشد جملي، فسكت معاوية، فقال الأعرابي: أيّها الناس من دعا الى جمل عليه قتب، فردّد القول مرارا، فقال معاوية: أيّها الأعرابي حلّه حلية سوى القتب فلعلّ القتب قد ضاع، ثمّ مضى في خطبته.


(١) - سورة الشورى - الآية:٤٩.
(٢) - انظر سورة آل عمران - الآية:٢٦.