للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبلغ معاوية هذا البيت فقال: أولى الأمور بالتعجيل أداء حقوق الله.

وحدثني هشام بن عمّار قال: بلغنا أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه لمّا أتى الشام رأى معاوية في موكب يغدو ويروح فيه، فقال له: يا معاوية تروح في موكب وتغدو في مثله، وبلغني أنّك تصبح في منزلك وذوو الحاجات ببابك؛ فقال: يا أمير المؤمنين إنّا بأرض عدوّنا قريب منها، وله علينا عيون ذاكية، فأردت أن يروا للإسلام عزّا، فقال عمر: انّ هذا لكيد لبيب أو خدعة أريب، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين فأمرني بما شئت أنته إليه، قال: ويحك ما ناظرتك في أمر أعتب فيه عليك إلاّ تركتني منه في أضيق سبلي حتّى ما أدري أآمرك أم أنهاك.

وقال هشام والمدائني: كان عمر يرى معاوية فيقول: هذا كسرى العرب.

وحدثني محمّد بن مصفّى الحمصي عن أشياخهم أنّ معاوية بنى الخضراء بدمشق من لبن وطين، فقدم عليه وفد صاحب الروم فقال لهم:

كيف ترون بنائي هذا؟ قالوا: ما أحسنه إلاّ أنّك تبنيه لنفسك وللعصافير، يريدون أن العصافير تحفره وتنقره، ولم تبنه ليبقى لمن بعدك، فهدمها وبناها بالحجارة.

المدائني قال: شخص سليمان بن قتّة مولى بني تيم (١) إلى سعيد بن عثمان فلم يصله، فقيل له: إنّه يهجوك فقال: أويهجوني وأنا ابن عثمان بن


(١) - بهامش الأصل «تميم».