وحدثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن أبي السائب قال: كان رأس معاوية كبيرا فقال أبو سفيان: والله ليسودنّ ابني هذا قريشا، فقالت هند:
إنّي لأرجو أن يسود العرب قاطبة.
حدثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال: بلغ معاوية وهو مريض أنّ قريشا ببابه تتباشر بموته، فلمّا دخلوا عليه دعوا له، فقال:
أتتباشرون بموتي إذا خلوتم وتدعون لي إذا حضرتم؟! فانتفوا من ذلك واعتذروا، فقبل منهم، وقال:
وهل من خالد إمّا هلكنا … وهل في الموت يا للنّاس عار
حدثني هشام بن عمّار قال: أغمي على معاوية في مرضه ثمّ فتح عينيه فقال: اتّقوا الله فإنّ من اتّقاه وقاه، ولا وقاء لمن لم يتّق الله.
وحدثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن أبي السائب قال: لمّا احتضر معاوية رضي الله تعالى عنه قال:
إن تناقش يكن نقاشك يا ر … بّ عذابا لا طوق لي بالعذاب
أو تجاوز فأنت ربّ غفور … عن مسيء ذنوبه كالتراب
حدثني أبو مسعود الكوفي عن أبي عوانة قال: لما حضرت معاوية الوفاة وضع رأسه في حجر رملة ابنته، فجعلت تقلّبه فقال: انّك لتقلبينّه حوّلا قلّبا، ثمّ تمثّل قول الشاعر:
لا يبعدنّ ربيعة بن مكدّم … وسقى الغوادي قبره بذنوب
وقال المدائني، قال معاوية لابنتيه وهما تقلّبانه في مرضه: قلّباه حوّلا قلّبا، جمع المال من شبّ إلى دبّ، فليته لا يدخل النار، ثمّ تمثّل:
لقد سعيت لكم سعي امرئ نصب … وقد كفيتكم التطواف والرّحلا