للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا متّ مات الجود وانقطع الندى … من الناس إلاّ من قليل مصرّد

وردّت أكفّ السائلين وأمسكوا … من الدين والدنيا بخلف مجدّد

فقالت رملة أو بعض أهله: بل يدفع الله عنك، فقال:

وإذا المنيّة أنشبت أظفارها … ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

وحدثني هشام بن عمّار عن عبد الحميد بن حبيب عن الأوزاعي عن عبد الأعلى بن ميمون بن مهران عن أبيه أنّ معاوية قال في مرضه الذي مات فيه: كنت أوضّئ رسول الله فقال لي: «ألا أكسوك قميصا»؟ قلت:

بلى بأبي أنت وأميّ، فنزع قميصا كان عليه فكسانيه، وقلّم أظفاره فأخذت قلامتها، فإذا متّ فألبسوني القميص، وخذوا القلامة فاجعلوها في عينيّ، فعسى الله.

المدائني عن محمّد بن الحكم عن أبيه أنّ معاوية أمر بردّ نصف ماله إلى بيت المال كأنّه أراد أن يطيب له الباقي، وقال: إنّ عمر بن الخطّاب قاسم عمّاله.

المدائني عن أبي زكريا العجلاني قال: دخل عمرو بن سعيد الأشدق على معاوية وهو ثقيل، فقال: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال:

أصبحت صالحا، قال: لقد أصبحت عينك غائرة ولونك كاسفا وأنفك ذابلا، فاعهد أيّها الرجل ولا تخدع نفسك، فتمثّل معاوية:

وهل من خالد إمّا هلكنا … وهل في الموت يا للناس عار

فلمّا خرج قال له قائل: ما كنت أحبّ لك أن تسمعه هذا الكلام، فقال عمرو: والله ما أحبّ أنه سبقني بنفسه ولم أسمعه ما أسمعته من هذا الكلام.