للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا هجم رسل المغيرة في منزل حيّان لم يجدوا هناك شيئا من السلاح، ولم يجدوا إلاّ سالم بن ربيعة وحيّان بن ظبيان ومعاذ بن جوين، فقال المغيرة لحيّان: ما هذا الذي بلغني؟ فقال سالم ومعاذ: كنّا نأتي حيّان فنقرأ عنده، فحبسهم نحوا من سنة، وكانت الخوارج تختلف إلى المستورد وهو ينزل في عبد القيس، ويقال إنّه خرج فنزل قصر العدسيين بالحيرة مستترا، فاطّلع حجّار بن أبجر على بعض أمره، فخافه فنزل على سليم بن محدوج أحد بني سليمة وهو صهره، وأتى حجّار المغيرة فأخبره بما سقط إليه واطّلع عليه، فتواعد المستورد وأصحابه سورا (١)، ووافاه ثلاثمائة وعزموا على إتيان المدائن، وبلغ المغيرة خبرهم، فوجّه إليهم معقل بن قيس الرياحيّ في ثلاثة آلاف، وكان المنتدب لهم، فقال له المغيرة. سر أبا زميلة راشدا حتّى تكفيني هذه المارقة؛ وقال له صعصعة بن صوحان: ابعث بي إليهم فإنّي لدمائهم مستحل وبحملها مستقلّ، فقال له المغيرة: اجلس فإنّك خطيب.

وندب المغيرة مع معقل من عرف من الشيعة، وأتى المستورد مدينة بهرسير (٢) فمنعه عبيد بن سماك بن الحزّان بن حصين العبسي - ويقال بل منعه سماك بن عبيد بن سماك بن الحزّان - من العبور إلى المدينة العتيقة، وأمر بالجسر فقطع، وسار المستورد من الجانب الغربي حتّى عبر إلى جرجرايا، ثمّ أتى المذار، وأقبل معقل إلى المدائن على مقدّمته أبو الرّواع الشاكريّ من همدان في ثلاثمائة، فالتقى أبو الرّواع والمستورد فاقتتلا، وأبو الرواع يقول:


(١) - سورا: موضع بالعراق من أرض بابل، قريبة من الحلة المزيدية. معجم البلدان.
(٢) - من نواحي سواد بغداد، قرب المدائن. معجم البلدان.