المدائني قال: استأذن عوف بن القعقاع على زياد، وكانت عنده أخته عمرة بنت القعقاع، فأغلظ له الحاجب فضربه بقضيب كان معه فأدماه، فدخل على زياد فقال: من ضربك؟ فقال: رجل بالباب لا أعرفه، فقال زياد للاحنف: أقدم عوف؟ قال: نعم، فهو صاحبه، أدخله، فلمّا دخل قال له:
يا عوف إنّ خدمي لا يستذلّون ولو كنت تقدّمت إليك لقطعت يدك.
المدائني عن أبي هلال الراسبي قال: استعمل زياد أمير بن أحمر على سابور، فكتب إليه أن يقتل دهقانا هناك فلم يفعل، فاستعمل غيره فقتل الدهقان.
المدائني عن مسلمة قال: استعمل زياد أميّة بن عبد الله بن خالد على الآبلّة، واستعمل مسروق بن الأجدع على السلسلة، فهنأه رجل فقال: وقاك الله خشية الفقر، وطول الأمل.
العمري عن الهيثم بن عديّ عن ابن عيّاش قال: قال أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد لأبيه: قد أردت التزويج وما عندك مال، وما أظنّني إلا سآتي زيادا فأخطب إليه، فقال: يا بني والله ما أحبّ أن تخلط سمنك بإهالته، قال: فرحل إليه فلقيه بالبصرة، فسأله عن سبب قدومه فقال له: قدمت إليك لتزوجني وتصلني، فقال: نعم ونعمة عين، فزوّجه آمنة بنت زياد، ثمّ قال لمهران مولاه وكاتبه على الخراج: اطلب له كورة ترتفع عن عمق السواد وتتنحّى عن حزونة الجبال وبردها، فقال: السوس، فولاه إيّاها، قال أميّة:
فو الله ما كنت أفترش إلا الخزّ ولا أشرب إلا السكّر، ولقد عزلت عنها وما أظنّ أحدا من الخلق يلبس إلا الخزّ ولا يشرب إلا السكّر. ولمّا قدم على زياد أمر