للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله، سمعته يقول لآخذنّ الجار بالجار، والله يقول: ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ (١) وكنت تراه فترى جمالا: يكسر عينيه ويثني عطفه معرضا عمّا خلق له، قتل حجرا وملأ الأرض شرّا.

المدائني عن مسلمة بن محارب قال: قال زياد: يعجبني من الرجل إذا سيم خطّة ضيم أن يقول: «لا» بملء فيه، وإذا أتى مجلس قوم أن يعرف قدره فيجلس مجلسه، وإذا ركب دابّة أن يحملها على ما يريد ولا تحمله على ما تريد، وقلّ من رأيته هكذا إلا وجدته مبرّزا.

قال: وقال زياد: جنّبوني عدوّين لا يقاتلان الشتاء وبطون الأودية.

وكان يقول: لم يعجبني فتح أتى على غير تقدير.

وقال زياد لعمّاله: استعملوا عمّال المعذرة ومن يزنّ بصلاح، وإيّاكم ومن يحترس منه.

وكان بالبصرة حين قدمها زياد سبعمائة ماخور فهدمها، وركب إلى ماخور كان في بني قيس بن ثعلبة فتولّى هدمه، وكان لا يقبل شهادة بني قيس بن ثعلبة بالعشيّ ولا يعدي عليهم.

وقال المدائني: أهدي لزياد حمار وحش فقال له فيل مولاه: قد بعث إلينا بهمار وهش، قال: اسكت قبحك الله فما أدري ما تقول، قال: أهدي إلينا أير - يعني عيرا - فقال: الأوّل أمثل.

قال: ووفد زياد إلى معاوية وعنده عبد الله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما فنظر إليه، وسلّم عبد الله عليه فلم يردّ السّلام، فقال له: يا أبا المغيرة


(١) - سورة الاسراء - الآية:١٥.