الله بن المبارك، عن معمر، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال:
لما أخذ المشركون عمارا، فعذّبوه لم يتركوه حتى سبّ النبيّ ﷺ وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي ﷺ، قال: وما وراءك؟ قال: شرّ، والله، ما تركني المشركون حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال: فكيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان، قال: فإن عادوا، فعد. فنزلت فيه: ﴿إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ﴾.
- حدثني يحيى بن أيوب الزاهد، ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين.
أنّ النبي ﷺ لقي عمارا وهو يبكي، فجعل يمسح عينيه ويقول: أخذك الكفار، فغطوك في الماء؛ فقلت كذا وكذا. فإن عادوا، فقل ذاك لهم.
- وحدثني الوليد بن صالح، ومحمد بن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن أبي عبيدة، عن عبد الحكيم بن صهيب، قال:
عذّب المشركون عمارا، وقالوا: لا نفارقك أبدا حتى تشتم محمدا، وحتى تقول اللات والعزّى خير من دين محمد. ففعل. فتركوه. فأتى النبي ﷺ، فقال: أفلح وجهك. فقال: والله، ما أفلح، قال: ولم؟ قال: نلت منك، وزعمت أن اللات والعزّى خير من دينك، قال رسول الله ﷺ: فكيف وجدت قلبك؟ قال: وجدته مطمئنا بالإيمان، أشد من الحديد في ديني، قال: فلا عليك؛ وإن عادوا، فعد. قال: فعمار الذي أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، والذي ﴿شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً﴾ (١)، عبد الله بن سعد بن أبي سرح.