للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيئا، فأخرجوها إليه فقال: من أيّ شيء قوائمها؟ فقالوا: من صفصاف، قال: فمن أيّ شيء متنها؟ قالوا: من تين، قال: أترون.

وقال أبوه: سلني حوائجك، فقال: عبيد يمشون معي ويحفظوني، وكان يمدح فيسرّ ذلك أمّه، فتصل مادحيه وتستميح لهم معاوية، فقال فيه الأخطل في قصيدته التي أولها:

بان الخليط فشاقني أجواري … ونأوك بعد تقارب وجوار

لأحبّرن لابن الخليفة مدحة … ولأقذفنّ بها إلى الأمصار

قرم تمهّل في أميّة لم يكن … فيها بذي أبن لا خوّار

بأبي سليمان الذي لولا يد … منه علقت بظهر أحدب عار (١)

وشهد عبد الله مرج راهط، فقاتل مع الضحّاك بن قيس والقيسيّة، ثمّ هرب فآمنه عبد الملك بعد ذلك.

المدائني قال: لمّا قدم الحجّاج العراق وجد قبّة كان بعث بها عبد الله بن معاوية إلى خالد بن عبد الله بن أسيد، فكتب الحجّاج إلى عبد الملك: انّي وجدت قبّة كان بعث بها عبد الله بن معاوية إلى مصعب، فغضب عبد الملك وقال: تهدي لأعدائي؟! ألست صاحب المرج؟! فقال: كذب إنّما أهديتها إلى خالد بن عبد الله، فقبل عبد الملك قوله.

وكانت هند عند عبد الله بن عامر بن كريز ثمّ عند عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان فماتت عنده.


(١) - ديوان الأخطل - ط. بيروت ١٩٨٦ ص ١٤٦ - ١٥٠ مع فوارق.