﴿فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً﴾ (١) فقال عبد الملك: أتكلّمني فيه وهو لحّان وقد أعياكم تقويم لسانه، فقال: أعيانا منه ما أعياك من الوليد، فقال عبد الملك: إن يكن لحّانا فأخوه سليمان فصيح، قال خالد: وإن يكن عبد الله لحّانا فأخوه خالد غير لحّان، فقال الوليد لخالد: أتتكلّم ولست في عير ولا نفير، فقال خالد: ألا تسمع يا أمير المؤمنين ما يقول؟ أنا والله ابن العير والنّفير، سيّد العير جدّي أبو سفيان، وسيد النفير جدّي عتبة بن ربيعة، ولكن لو ذكرت حبيلات وغنيمات بالطائف لصدقت، فرحم الله عثمان. ثم نهى عبد الملك الوليد عن التعبّث بعبد الله بن يزيد.
وقال المدائني: دخل الوليد حائطا لعبد الله بن يزيد الأسوار فشكا ذلك إلى أخيه وجرى هذا القول بسببه ولم يذكر خيلا وقال: الذي قال لست في عير ولا نفير رجل من بني الحكم، قال ذلك لأبي القاسم بن أبي سفيان بن خالد بن يزيد في عسكر هشام، فأجابه أبو القاسم بجواب أغلظ له، فطرده هشام عن عسكره.
وقال خالد لبعض قريش: لقد رضيت بالقليل لدناءتك، فقال: أدنى منّي من نيكت أمّه وسلب خلافته وفرّغ لعمل الكيمياء الذي لا يدرك منه شيئا.
وكان خالد يتعصّب لأخوال ابيه من كلب ويعينهم على قيس في حرب قيس وكلب، فقال شاعر قيس: