على النواضح فنكحوا أمّك وسلبوك ملكك وفرّغوك لطلب الحديث وقراءة الكتب، وطلب ما لا يقدر عليه، يعني الكيمياء.
وكان لخالد أيضا ابن يقال له حرب بن خالد وكان ذا قدر ونبل وله عقب بالشام، وأمّه أمّ ولد، ففيه يقول داود بن سلم ونزل به، فبدر غلمانه إلى راحلته فحطّوا عنها، وأكرمه وأجازه بجائزة سنيّة، ثم استأذنه في الانصراف فأذن له، وأمر له بألف دينار، ولم يقم غلمانه معه ولم يعاونوه حين أراد الرحيل كما فعلوا حين نزل، وقالوا: إنّا نكرم من نزل بنا نعينه ونخدمه سرورا به، ولا نفعل ذلك بمن رحل عنّا، وفي حرب يقول داود:
ولمّا دفعت لأبوابهم … ولا قيت حربا لقيت النجاحا
وجدناه يحمده المعتفون … ويأبى على العسر إلا سماحا
فحدّث داود الغاضريّ بالمدينة بحديثه وقول غلمانه وأنشده شعره، فقال: أنا لزنية إن لم يكن فعل غلمانه خيرا من شعرك فيه.