للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقبل يسلح في ثيابه، ويقال: إنّه ضربه مع هذا بالسياط، ورآه رجل من الفرس فقال ابن شبست؟ فقال ابن مفرّغ: آب است نبيذ است، عصارات زبيب است، سميّة روسبي است، وفي ذلك يقول:

يغسل الماء ما صنعت وشعري … راسخ في العظام منك البوالي (١)

وذكر بعضهم: أنّ شعرا قيل في معاوية نسب إلى ابن مفرّغ فاحتمل عليه غيظا وهو:

ألا أبلغ معاوية بن حرب … مغلغلة من الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عفّ … وترضى أن يقال أبوك زان

فأقسم أنّ رحمك من زياد … كرحم الفيل من ولد الأتان (٢)

وبعضهم يقول أنّ الشعر لابن قتّة.

ثم إن وجوه أهل الشام كلّموا معاوية في أمر ابن مفرغ، لليمانية، وقالوا: شاعرنا وقد تعدّى عليه ابن زياد وفضحه، وخرج طلحة الطّلحات في أمره إلى معاوية، فكتب معاوية بإطلاقه، فأطلقه ابن زياد وعاتبه فقال له ابن مفرّغ: إنّي أحبّ أن أنزل كرمان لئلاّ تبلغ عنّي شيئا، فكتب له إلى عامله على كرمان بصلة، وأمره ان يقطعه بها قطيعة ففعل، ولم يزل بكرمان حتى هرب ابن زياد إلى الشام من البصرة فقدم البصرة.

وحدثني أبو عدنان الأعور عن أبي زيد الأنصاري قال: كتب عبّاد بن زياد إلى أخيه عبيد الله بشعر لابن مفرغ يقول فيه:


(١) - ديوان يزيد بن مفرغ ص ١٨٨.
(٢) - ديوان يزيد بن مفرغ ص ٢٣٠ - ٢٣١.