للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمية فكانا خاصين بمروان وبعبد الملك، فوافوا الشام وقد بايع الناس لمعاوية بن يزيد وهو كاره لذلك، فلم يلبث مروان بعد ذلك إلا يسيراً حتى مات معاوية بن يزيد وبويع له بالخلافة، فبايع لابنه عبد الملك بن مروان ولعبد العزيز من بعده، وكان عمرو الأشدق أجد الناس في أمر مروان وأحسنهم معاونة ومكانفةً له واجتهاداً في صلاح أمره وإفساد أمر ابن الزبير، فقاتل معه يوم المرج، ووجه ابن الزبير أخاه مصعب بن الزبير إلى فلسطين فوجه مروان عمراً الأشدق في جيش لهام (١)، فلقيه قبل أن يدخلها فهزم مصعباً وأصحابه حتى رجعوا إلى المدينة، وكان مروان يعد عمراً بالخلافة بعده، يستدعي بذلك طاعته ويستنزل نصيحته، فكان يقول: الأمر لي بعد مروان فقد ولاني العهد، فلمال استقام لمروان أمره ووجه عمراً إلى ابن جحدم عامل ابن الزبير على مصر - وهو عبد الرحمن بن عتبة بن أبي إياس بن الحارث بن عبد بن أسد بن جحدم بن عمرو بن عابس بن ظرب بن الحارث بن فهر - وفتحت مصر ورجع مروان إلى دمشق، قال لحسان بن مالك بن بحدل الكلبي: إني أريد تولية عهدي عبد الملك وبعده عبد العزيز، وإن عمرو بن سعيد يدعي أنه الخليفة بعدي، وخالد بن يزيد يدعي مثل ذلك، فقال حسان: أنا أكفيك أمرهما، وجمع الناس ثم قام فقال: يبلغ أمير المؤمنين ويبلغنا أن رجالاً يتمنون الأماني ويدعون الأباطيل ويحدثون أنفسهم بما لم يجعله الله لهم، وما أولئك بالراشدين ولا المسددين، فقوموا أيها الناس فبايعوا لعبد الملك ابن أمير المؤمنين ولعبد العزيز من


(١) اللهام: الجيش العظيم. القاموس.